الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

ما هو حكم الطلاق أثناء الغضب ؟


هل الطلاق أثناء الغضب جائز؟ هل تعتبر هذه الطلقة صحيحة؟ إنتشرت حالات كثيرة في الآونة الأخيرة عن الطلاق وأجاب عن هذه الأسئلة العديد من علماء شبكات الفتاوى الإسلامية، اليك احد هذه الأسئلة:-

السؤال كما ورد من السائل:

كنت في حالة غضب حتى صرت أكسر في البيت كل شيء يقع أمامي لدرجة أني كنت أبحث عن شيء أنهي به حياتي وذلك بسبب خلاف نشأ بين عائلتي وتدخلت أمي فزادت الموضوع حدة بدون قصد وكانت ترمي بأشياء لم تفعلها زوجتي فغضبت وقلت لها أنت لن تستريحي إلا عندما أميت امرأتي أو أحرق نفسي وكان صوتي عاليا جدا
وكنت بالفعل صاعداً إلى زوجتي لضربها مع العلم أنها لم تفعل أي شيء ولا تعرف حتى أننا بهذه الحالة من الغضب والصوت العالي، فمنعتني أمي فزاد غضبي فكسرت آنية وصرت أضرب رأسي بالحائط حتى تتركني بحالي وتتركني أصعد فلما رأتني أختي بهذه الحالة أغلقت الباب علي وأنا بالداخل لتمنعني فكسرت الزجاج ونزلت زوجتي على الصوت فعندما رأتها أمي نهرتها وشتمتها.
فسمع صوتي الجيران فجاءوا لتهدئتي وأنا كل الذي أقوله والله سوف أميتها وأميت نفسي وأرتاح، وعندما كان جيراني يحاولون تهدئتى قال لي أحدهم أنا سآخذ امرأتك إلى بيتي إلى أن تهدأ فقلت له: "لو خرجت هي طالق، أنا سأخرجها للمكان الذي أريده، أنا سآخذها لبيت والدها. ولم أكن أقصد الطلاق ولكن لم أكن أريد أن تذهب إلى بيت أحد من الجيران، وعندما صعدت ضربتها وصرت أحثها على أن تأخذ ملابسها وتذهب لبيتها بدون نية طلاقها فخافت وخرجت وذهبت لعند أحد الجيران بدون علمها بحلفي".

الإجابة على السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فالطلاق في حال الغضب يقع بالاتفاق، إلا أن يصل الغضب بالزوج حين الطلاق إلى حال الهذيان، بحيث لم يعد يعي ما يقول، ويسمى المدهوش، فإنه في هذه الحال لا يقع طلاقه.

فإن كان واقعاً بسب ما سبق فهذا طلاق معلق على شرط، وهو (خروجها للمكان الذي قصدته بالحلف)، فإذا فعلت ذلك فقد طلقت في المذاهب الأربعة، وقال بعض الفقهاء: إن نوى به الزوج الطلاق فهو طلاق، وإن نوى به المنع (منعها من الخروج) فقط دون الطلاق فهو يمين وليس طلاقاً، ويجب للحنث فيه كفارة يمين، ولا تطلق الزوجة به، وبهذا القول تفتي بعض لجان الفتوى وبعض المحاكم الشرعية، والراجح عندي قول المذاهب الأربعة، لقوة دليله في نظري.

عليك أن تتجنب ألفاظ الطلاق والتعليق عليه لئلا تندم حين لا ينفعك الندم، وأسأل الله لك التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ نساء اليوم 2015 ©